المشهد الثاني :
المسرح مظلم و يسمع صوت عابر السبيل ينادي ( يا جماعه وين اكرام الضيف حدا ينيمني عندو لك بمصاري
عابر السبيل: لك آخ معقول بدي نام بالطريق وشو هالعتم ظلام مو ليل هدا اسموا ظلام (يسقط) آخ جورة يا عيني على هالطرقات و بقولوا ليش ما ابتمشوا و الله المشي بحقل ألغام أريح ( يصطدم بطاولة و يسلط الضوء عليها يكون الشاب جالسا وهو في وضعية دراسة)
الشاب
يزمر ) شو مانك شايف ضاربك العمى
عابر السبيل: يا حبيبي مو ناقصني غيرك لتكمل معي ..بس لحظة شو قصتك انت؟ شايف عم تدرس
الشاب : أي انا طالب جامعه قصدي كنت
عابر السبيل: أي وشو صار معك ؟
الشاب : من أول ما ادخلت ع الجامعة بلشت افهم أنو نحنا الطبقة المتعلمة ولازم نحكي و ما نسكت عن الظلم
عابر السبيل: اي و سكتوك مو هيك
الشاب : لالا و بعدبن ما تعلمت انو ما تقاطع الواحد اذا عم يحكي
عابر السبيل: عفوا كمل
الشاب : المهم درسنا و قدمنا فحص بغض النظر عن صعوبة المنهاج و تصحيح الدكتور و الاخطاء الموجودة و كلشي تجاهلناه حتى الخوف لي بالفحص و المعاملة العسكرية
عابر السبيل: اي وشو صار ؟
الشاب : لما طلعت النتائج للفحص اندهشت انو نسبة النجاح مثلا 17.85 % أو 20.65 %
عابر السبيل : يعني كل 100 بينجح 17 و 85
الشاب :أهاا انت قلتا اسالت نفس السؤال انو كيف هيك نسبة؟ معقول من كل مية بينجح 17 و 85 % من طالب ؟ هدا شو بدو يكون طالب ولا طالبة ولا مخنث
عابر السبيل: أجو سكتوك ؟
الشاب : لاا ولا تقاطعني ...ضليت احكي احكي لحتى خلصت و باالاخير قالولي زمر ع الكوع
عابر السبيل: اي و بعدين
الشاب: ولا شي أخدت هالزمور و عم زمر عالكوع ( يزمر )
يقع عابر السبيل و يعتم المسرح و يعود عابر السبيل للكلام
عابر السبيل: قال طلاب الجامعه عم يزمروا ع الكوع ولي اذا كل طلاب الجامعات صارت تزمر ع الكوع ياااا(يصطدم بطاولة و يسلط الضوء عليها يوجد ملاحق المعاملة وأمامه كمبيوتر )
عابر السبيل: عفوا عفوا بس ماني شايف
ملاحق المعاملة : عادي انتو شعب ما بيعرف الحضارة ( يتابع العمل ع الكمبيوتر)
عابر السبيل: لحظة كأنو شايفك ؟ لك هدا انت تبع المعاملة
ملاحق المعاملة : ايوا هدا أنا
عابر السبيل: شايفك عم تشتغل ع الكمبيوتر
ملاحق المعاملة: لا عم العب شدة (تركس)
عابر السبيل: لك أخ هدا اخترعوا للشده لك أخ روح لاقيلك شي شغلة تعملها أو بقلك دور ع شي بسطة العاب عليها تركس وشدة هدا اخترعوا لشي أهم
ملاحق المعاملة : ومين قلك انو انا ما كنت اعمل هيك و كنت عم لاحق المعاملة الكترونيا و انو أنا مع الحضارة و مع التطور و بدي اكسر الروتين
عابر السبيل: اي وشو صار ؟
ملاحق المعاملة: مسكوني قال انا عم فوت ع مواقع هيك و هيك و االاهم انو عم فوت ع مواقع مسكرة و محجبة و قال انا عم اكسر لايبي و المخدمات و السيرفرات ....بس الله و كيلك انا ما بعرف شو هوي لايبي لهلق وأخدوني و قالولي ما رح نحكي معك شي بس شايف هالفارة لي عم تنقرها و تنفذ بدون ولا كلمة
قلتلن أي قالولي هيك بدك تكون بتاكل نقرة و بتنفذ الامر و بتمشي
عابر السبيل: منشان هيك كانو عم ينقروك بالمعاملة ..ايوا
ملاحق المعاملة : اي مليح شبهوني بالفارة مو ب اليو اس بي usb))
عابر السبيل: ليش شو الفرق
ملاحق المعاملة : هديك بشكوا شك من ورااا
عابر السبيل: ولي و في هيك ؟
ملاحق المعاملة : ما بعرف ومو مشغلتي و تعى لقلك شغلة
عابر السبيل:( يقترب ) شو في شي
ملاحق المعاملة
يضربه كف على نقرته ) هي النقرة ( يقع عابر السبيل و يعتم المسرح )
عابر السبيل: هي النقرة يا ابن البقرة ويصطدم بطاولة يسمع صوت (اي ) و يسلط الضوء و تظهر الفتاة
عابر السبيل: ولي ع الله شو ها أي
الفتاة : تجدل شعرها ببرائة الطفولة و معها لعبة صغيرة
عابر السبيل: شو ناطرا حدا
الفتاة : بس... صحي انك قليل ذوق شو ما عندك أخوة تخاف عليهن
عابر السبيل: كيف.؟!!! ليش انت مو ؟ (الفتاة بقهر)
الفتاة : اي لك انا كنت طفلة عايشة مع امي و بيه وبيوم ولما امي عم تقطع الشارع دعسيتا سيارة وماتت وبيه من كتروا حبوا الها ما صدق و صار يشرب و يسكر لحتى ينسى , و كان موظف بس كعروا لانو ما بقى داوم وزادت حالتوا سوء لما طلع لي دعسها براءة و هيك ليوم أجا ع البيت باخر الليل هوي و سكران و معوا رفيقوا ليوصلوا و لما قمت لشوفوا صرت ابكي ع منظروا و صار رفيقوا يقلي خلص يا عموا و فوتني ع غرفتي وما حسيت غير أنو ما بدوا يسكتني ,بدو... و صرت صرخ بس للاسف لمين , و عمل عملتوا و راح
عابر السبيل: له له و بيك شو عمل ؟
الفتاة : اسمعت انو انتحر لاني أنا اهربت و تركت البيت من بعد هالحادثة و هيك أنا عايشه لحالي
عابر السبيل: يا عمي ما بيصير تيأسي لازم ترجعي ع الطريق الصح ارجعي ادرسي
الفتاة : لاااا شو شايفني صغيرة
عابر السبيل: شو ؟!
الفتاة : تعقصه (تقرصه ) و تصرخ شرفي آخ عقصني (يقع عابر السبيل و المسرح مظلم )
عابر السبيل: يخرب بيتك ... ع فورة الدم كنت رحت بشربة مي ( يصدم بعربة و يسلط الضوء و اذا بياع فول )
بياع الفول ( نفسه الزبال) كول فول اشراب زوم
عابر السبيل: عفوا ..... يقاطعه بياع الفول و بنظره عجيبه ( بتاكل فول )
عابر السبيل: هدا انت عامل التنظيفات؟ الزبال؟
بياع الفول : ايوا ذاكرتك تمام ....كم ميغا (ههههههه)
عابر السبيل: بياع فول مثقف ...... اعطيني صحن بعشرة
بياع الفول : ما في بعشرة أقل شي 15 أو ع20
عابر السبيل: متل ما بدك اعطيني ب 15
بياع الفول : اي بس بلا زوم ايوا
عابر السبيل: متل ما بتشوفوا حضرتكن ما في مشكلة
بياع الفول : اي شو لكن صاروا بيحبوا الزوم اكتر من الفول ..... الله و كيلك كيلوا الفول 80
عابر السبيل: (باندهش) شو هالنبرة شغل مواطنين ؟؟؟
بياع الفول : لك أنا كنت بياع فول و رزقتي ع الله بس ع ارتفاع الاسعار ما ضل حدا يشتري من عنا صحن
عابر السبيل: اي وشو غيرك ؟
بياع الفول : صرت احكي انو بهل الحالة كيف بدي عيش ,كنت اسلق 20 كيلوا باليوم بس ع الغلا ما ضل حدا اشترى ..,الله و كيلك 2 كيلو ما بعت ؟ لمرة الله بعتلي واحد ياكل صحن
عابر السبيل: اي وشو
بياع الفول : صرت احكي و جقجق و اذ طلع من هدوك و اخدوني معهن و بعد كم يوم ارجعت زبال
عابر السبيل: يعني فرمتولك ذاكرتك
بياع الفول: ايوااااااااا بس ما يكون مو عيجبك ؟ كانو انت من هدوك (و يقترب منه )
عابر السبيل: لالا لااااااا يعتم المسرح و يضاء على عابر السبيل وهوي جالس ع لارض (عابر السبيل:
لك أخ شو هدا معقول هيك عايشين طالب و مثقف و بنات و فقراء كلهن مشتركين باليئس لك ليش انا انسيت لشو كنت جاية لهون ؟ (يسمع صوت من الجميع : من شان الباص, و يضاء فوق رأس الجميع )
شو شايفكن صاحيين لك قوموا لك ارجعوا متل ما كنتوا ولك انت (يقترب من الشاب) تذكر انك طالب جامعه انت الامل انت لي الشباب ناطرك لتجبلوا سيارة ومو لتزمر ع الكوع قوم اصحى
( و يتجه إلى المثقف) وانت كمان خليك مع الحضارة بس استخدمها صح أصلا هدوك عم يضحكوا علينا بحضارتن كلوا كذب لا تصدق الوعود خليك مع الحضارة الصح و شوف كيف رح يراسلوك و يقدروك و يشكروك لا تفكر انو اذا سكروا شي موقع يعني سكروا طاقة الامل لك لاء يمكن هي طاقة خراب و هوا بدوا يطير كل الا وراق لي قدامك أو لي براسك وما بقلك يمكن يكونوا غلطانين بس لا تكبر الموضوع و لا تعطي أكبر من حجموا ..... ( يقترب من الفتاة) لك وانت كمان انت صحي ضعيفه بس قوية بمحبة الناس الك تذكري كم شخص دافع عنك بقضيتك و تذكري انو انت فيك تكون مثال لغيرك فيك ترجعي للطريق الصح انت قلتي انو الموضوع تافه يمكن يجي شب يتفهم الموضوع و تعيشي معوا لا تفكري اذا شي واحد ضعيف و شهواني تعدى عليك يعني الكل متلوا لا في مليون واحد بيدافع عنك ضدوا و كوني متأكدة انو رح يتعاقب (فجأة يسمع صوتالباص) الباص المتجه الى المجهول
(الجميع : قوم روح اطلاع بالباص)
الباص: النداء الاخير للركاب .. الباص سيغادر الى المجهول
عابر السبيل: لا لاء بدي ضل معكن أنا من هون جيبت من الماضي المجهول بس ما رح روح ع المستقبل المجهول أنا بدي ضل معكن اي معكن و انت معي و رح نمشي سوا للمستقبل سوا للمستقبل ...رح نمشي وبلا باص .. لانو الطريق واضح قدامنا ......(يعتم المسرح ببطئ و يركع عابر السبيل....)
و بعد ثواني يسمع صوت لحظة لحظه و يسلط الضوء على المسرح .. المارق
المارق: شو أنا ما اسالتني شو كنت ؟
عابر السبيل: اي صح , شو انت ؟
المارق : أنا إنسان
عابر السبيل: أه وشو يعني ؟
المارق : يعني كنت حيط و اسمعتك و سمعت كل حديثك و كنت حمار لاني ضليت مستحملك و صرت بحر و بدي أخدك معي
عابر السبيل: له ليش أنا معهن
المارق : تروك هدوك بحالهن رح يمشوا بدونك , لانو كل واحد ألو شغله الأ انت الوحيد لي بلا شغله انت شغلتك الحكي و نحنا ملينا الحكي .... بدي أخدك معي لانو ملينا التنظير
عابر السبيل: لا الله و كيلك أنا انا
المارق : انت شو انت ولا شي تعا (يمسكه من الكرافيه لي الوا ) تعااااااا قلتلي جيت من الماضي المجهول و قوموا و اصحوا لك فيك تقلي شو بتعمل غير الحكي
عابر السبيل: دخيلك
المارق : تعا ااا تعا حااااا
و يسكر المسرح و تكون النهاية موسيقى( يوميات )